تطورات متسارعة في «أوبن إيه آي» بعد الانقلاب الفاشل على ألتمان
«لا قيمة لأوبن إيه آي دون موظفيها».. كانت هذه هي الرسالة التي رددها عشرات الموظفين على مواقع التواصل الاجتماعي في نوفمبر من العام الماضي، وذلك في إطار حملة للضغط الكبير على مجلس الإدارة الذي طرد آنذاك الرئيس التنفيذي، سام ألتمان، في محاولة لإقناعهم بالعدول عن رأيهم وإعادته إلى منصبه.
عادت هذه العبارات لتتكرر منذ أيام، بعد إعلان ميرا موراتي، كبيرة مسؤولي التكنولوجيا لدى «أوبن إيه آي»، مغادرتها منصبها، إلى جانب اثنين آخرين من كبار الموظفين، هما بوب ماكغرو، كبير مسؤولي البحوث، وباريت زوف، نائب رئيس قسم البحوث.
لقد صدم قرار موراتي الموظفين، إذ يشير إلى تحول كبير في الشركة التي تأسست قبل 9 أعوام، وانتقلت من كونها مجرد مؤسسة بحثية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى شركة تجارية عملاقة. ولم يتم إخطار ألتمان بقرار موراتي إلا في الصباح، قبل ساعات من إرسال الرسالة إلى جميع موظفي الشركة.
وصرح ألتمان عبر حسابه في موقع «إكس»، قائلاً: «لن أتظاهر بأنه من الطبيعي أن يحدث ذلك، وبهذه الصورة المفاجئة»، لذلك، يكشف رحيل موراتي عن أن الشركة لم تتعافَ بعد من المشكلات الناجمة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في خريف العام الماضي. وقد أحاط ألتمان نفسه بحلفاء في الأشهر التي أعقبت المعركة حامية الوطيس مع مجلس الإدارة، مع مضي الشركة الناشئة سريعة النمو قدماً في خططها لإعادة هيكلة نفسها لتكون شركة هادفة للربح.
وبرزت إلى السطح مؤخراً تقارير حول أن ألتمان ناقش مع مجلس الإدارة مسألة شراء حصة في الشركة، في وقت تسعى فيه «أوبن إيه آي» التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، لجمع تمويل بأكثر من 6 مليارات دولار على أساس تقييمها بـ150 مليار دولار.
وتأتي هذه المناقشات بعدما أوضح ألتمان، وهو ملياردير بالفعل بفضل مشروعاته السابقة واستثماراته في مجال التكنولوجيا، أنه اختار عدم الاستحواذ على حصة في «أوبن إيه آي» ليظل موقفه محايداً داخل الشركة. وتستند هذه الرواية حول تعزيز ألتمان لسلطته داخل «أوبن إيه آي» وكذلك للولاءات، إلى حوارات مع 7 من الموظفين السابقين والحاليين في الشركة، بالإضافة إلى مستشارين ومسؤولين تنفيذيين على صلة وثيقة بقيادتها.
وقد أفادوا باعتزام «أوبن إيه آي» الاعتماد على المهارات الفنية الموجودة بالفعل والتعيينات الجديدة لتحمل المسؤوليات التي كانت تضطلع بها موراتي واستخدام رحيلها في «تبسيط» الهرم المؤسسي. وسيتولى ألتمان دوراً فنياً أكبر في شركة تسعى إلى الاحتفاظ بريادتها في مواجهة «جوجل» ومنافسين آخرين.
ورغم الفصول الدرامية التي مرت بها، ما زالت «أوبن إيه آي» لاعباً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد كشفت الشركة الناشئة عن نموذج «o1» في وقت مبكر من الشهر الماضي، وأشارت إلى تمتعه بالقدرة على التفكير المنطقي، الميزة التي تسعى منافساتها «ميتا» و«أنثروبك» أن تحظى بها.
وبرحيل موراتي، قرر ألتمان ترقية مارك تشين إلى قيادة فريق البحوث بالاشتراك مع ياكوب باتشوكي، الذي تولى مهامه خلافة لإيليا سوتسكيفر، وأصبح كبير العلماء في مايو الماضي.
وفي مقابلة مع «فاينانشال تايمز» الشهر الماضي، قامت ميرا موراتي، بتقديم مارك تشين، باعتباره المسؤول الأساسي عن مشروع «o1»، مشيرة إلى أن قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على التفكير المنطقي من شأنها «تحسين المنتجات التي نقدمها وستساعد على تحسين كافة برامجنا».
وقد تشهد الأيام المقبلة مزيداً من التغييرات، مع قطع ألتمان رحلته إلى أوروبا ليعود إلى مقر الشركة في سان فرانسيسكو. ومن بين المسؤولين التنفيذيين المتبقين في «أوبن إيه آي» يوجد براد لايتكاب، كبير مسؤولي العمليات الذي يتولى قيادة الصفقات التجارية، وجيسون كوون، كبير مسؤولي الاستراتيجية، وكلاهما حليف لألتمان منذ أمد طويل، وقد عملا تحت قيادته في شركة واي الحاضنة للشركات الناشئة.
وفي يونيو الماضي، عين ألتمان كيفين ويل كبيراً لمسؤولي المنتجات، وكان قد عمل سابقاً لدى «تويتر» و«إنستغرام» و«فيسبوك»، كما عيّن سارة فريار مديرة مالية، وكانت الرئيسة التنفيذية السابقة لشبكة «نكست دور» الاجتماعية. ويأتي كل منهما من خلفية في شركات تكنولوجيا للمستهلكين تركز على المنتجات ونمو المستخدمين، وليس العلوم أو الهندسة.
وتعد وظائف ويل وفريار جديدة بالنسبة لـ«أوبن إيه آي»، لكنها مألوفة في أوساط الشركات الناشئة العاملة في سيليكون فالي، في خطوة تشير إلى أن الشركة أصبحت مجموعة تكنولوجية أكثر تقليدية تركز على بناء المنتجات التي تجذب المستهلكين وتولد الإيرادات.
وقال ناطق بلسان «أوبن إيه آي»: «تطورنا من مختبر بحثي إلى شركة عالمية توفر بحوث ذكاء اصطناعي متقدمة لمئات الملايين حول العالم، لكننا نظل ملتزمين بمهمتنا، ونحن فخورون بإطلاق أكثر النماذج قدرة وأمناً في الصناعة؛ لمساعدة الأشخاص على حل المشكلات الصعبة».
وسعت سارة فريار إلى تحفيز المعنويات، حيث أخبرت الموظفين بأن جولة التمويل البالغة 6 مليارات دولار، المتوقع أن تنتهي خلال أيام، شهدت فائضاً في الاكتتاب، لافتة إلى أن القيمة المرتفعة تعد شاهداً على العمل الدؤوب.
ويعد كريس ليهان، المساعد السابق للرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، ونائب رئيس «إير بي إن بي»، من بين أبرز المعينين حديثاً، وقد عمل لحساب ألتمان مستشاراً خلال فترة الانقلاب وانضم إلى الشركة في وقت مبكر من العام. وتولى ليهان مؤخراً منصب نائب رئيس العلاقات العالمية خلفاً لآنا ماكانهو، أول مسؤولة عن العلاقات في«أوبن إيه آي»، وتشغل حالياً منصب مستحدث، وهو نائبة لرئيس التأثير العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن «أوبن إيه آي» لدى تأسيسها في عام 2015 على أيدي إيلون ماسك وتسعة آخرين كانت شركة غير هادفة للربح، ثم تحوّلت إلى كيان ذي ربحية محدودة في عام 2019. أما الآن، ومع سعيها إلى الانتهاء من آخر جولاتها التمويلية البالغة عدة مليارات من الدولارات، تعيد «أوبن إيه آي» النظر في هيكلها من أجل اجتذاب المستثمرين وتوليد عوائد أكبر.
ويظل اثنان من المؤسسين موجودين في الشركة، هما ألتمان وفويتشخ زاريمبا، بينما أخذ الرئيس، غريغ بروكمان، عطلة حتى نهاية العام.
توجد رغبة في العمل على الذكاء الاصطناعي العام لدى الكثير من موظفي «أوبن إيه آي»، وبلوغ هذا الهدف قبل منافسين آخرين مثل «ميتا» أو «إكس إيه آي» التابعة لإيلون ماسك. ويؤمن هؤلاء الموظفون بعقيدة سام ألتمان، ويعتقدون أن هذه العقيدة ستدفعهم نحو تحقيق التقدم، ومع ذلك أعرب العديد من الموظفين عن قلقهم بشأن بلوغ هذا الهدف، مشيرين إلى منح الأولوية لابتكار المنتجات على حساب السلامة.
وقال دانيال كوكوتايلو، الباحث السابق في حوكمة الذكاء الاصطناعي، إنه عندما غادر الشركة في مارس الماضي، كان أقرب ما وصلت إليه «أوبن إيه آي» في التخطيط لكيفية ضمان سلامة الذكاء الاصطناعي التوليدي هو الملحق النهائي لورقة بحثية صدرت في ديسمبر وشارك في تأليفها جان لايكه، الباحث في السلامة، مع إيليا سوتسكيفر.
وأضاف: «قد تظن أن شركة يعمل بها أكثر من ألف شخص وتعمل بناء على هذا خطة شاملة مكتوبة عن كيفية ضمان سلامة الذكاء الاصطناعي العام، ومن المفترض نشرها، بحيث تخضع للنقد والمراجعة». وتابع: «تعلم «أوبن إيه آي» أن مثل هذه التفاصيل لن تصمد في مواجهة التدقيق، لكن هذا هو الحد الأدنى المقبول لمؤسسة تبني أكثر التقنيات قوة على الإطلاق وأكثرها خطورة».
وأشارت «أوبن إيه آي» إلى إطارها العام للاستعداد باعتباره دليلاً على شفافيتها وتخطيطها، لافتة إلى أن التكنولوجيا من شأنها جلب العديد من الجوانب الإيجابية.
وقال زيكو كولتر وبول ناكاسوني، عضوا لجنة الإشراف على السلامة والأمن المستقلة في مجلس الإدارة: «تواصل «أوبن إيه آي» الاستثمار بسخاء في بحوث السلامة والإجراءات الأمنية والتعاون مع الأطراف الثالثة، وستواصل الإشراف على جهودهم وتقييمها».
في عام 2013، شهدنا تطورًا هامًا في مجال التكنولوجيا، حيث تم تقديم العديد من التقنيات الجديدة والمبتكرة التي أثرت بشكل كبير على حياتنا اليومية والعالم بأسره. في هذا المقال، سنلقي نظرة على أحدث التقنيات التي ظهرت في عام 2013 وكيف أثرت على مجموعة متنوعة من المجالات. ### 1. الهواتف الذكية ونظام التشغيل Android 4.4 KitKat: في عام 2013، قامت Google بإصدار نظام التشغيل Android 4.4 KitKat، الذي جلب العديد من التحسينات في الأداء والواجهة واستهلاك البطارية. هذا الإصدار كان مهمًا لأنه قدم نهجًا أكثر تكاملًا بين الهواتف الذكية وخدمات Google، مما جعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وتفاعلية. بالإضافة إلى ذلك، تم إصدار هواتف ذكية رائدة مثل iPhone 5s وSamsung Galaxy S4، والتي قدمت تحسينات في الأداء والكاميرا والأمان.
### 2. الحوسبة السحابية وزيادة سعة التخزين عبر الإنترنت: شهد عام 2013 استمرار ازدياد الاعتماد على خدمات الحوسبة السحابية وزيادة سعة التخزين عبر الإنترنت. توسعت خدمات مثل Dropbox وGoogle Drive وMicrosoft OneDrive، مما سمح للأفراد والشركات بتخزين الملفات ومشاركتها والوصول إليها من أي مكان عبر الإنترنت. ### 3. الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR): في عام 2013، شهدنا تطورًا ملحوظًا في مجالي الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR). تم تطوير نظارات وأجهزة الواقع المعزز مثل Google Glass، والتي قدمت تجربة فريدة من نوعها تمزج بين العالم الحقيقي والعالم الرقمي. من ناحية أخرى، شهدنا تقدمًا كبيرًا في تقنيات الواقع الافتراضي، حيث تم تطوير نظارات وأجهزة مثل Oculus Rift، والتي جلبت تجارب واقع افتراضي أكثر واقعية ومذهلة. ### 4. التقنيات الصوتية والتحكم الصوتي: في عام 2013، بدأ التحكم الصوتي يصبح أكثر شيوعًا بفضل تقدم التقنيات الصوتية. تم تطوير مساعدين صوتيين مثل Siri من Apple وGoogle Now من Google، والذين يتيحون للمستخدمين إجراء مهام مثل إرسال الرسائل والبحث عبر الإنترنت وإجراء المكالمات باستخدام الأوامر الصوتية.
### 5. التقنيات البيئية والطاقة المتجددة: في عام 2013، تواصل الاهتمام بالتقنيات البيئية والطاقة المتجددة في زيادة. تم تطوير تكنولوجيا جديدة لاستخدام الطاقة الشمسية والرياح والمصادر البيئية الأخرى بكفاءة أكبر. تمتلك الطاقة المتجددة إمكانات هائلة للمساهمة في تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة وتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة. ### 6. الشبكات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي: في عام 2013، استمرت وسائل التواصل الاجتماعي في التوسع والنمو. توسعت شبكات مثل Facebook وTwitter وInstagram بسرعة، وأصبحت أدوات أساسية للتواصل ومشاركة المحتوى على الإنترنت. كما زادت استخدامات الشبكات الاجتماعية لتشمل التسويق والإعلان والتأثير على الرأي العام. ### 7. الأمان الس يبراني ومكافحة الاختراقات: مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا، أصبحت قضايا الأمان السيبراني أكثر أهمية. شهد عام 2013 زيادة في عمليات الاختراق والاختراقات السيبرانية، مما دفع الشركات والحكومات لزيادة جهودها في مكافحة هذه الهجمات وتعزيز الأمان عبر الإنترنت.
### 8. الروبوتات والذكاء الاصطناعي: تطورت التقنيات المتعلقة بالروبوتات والذكاء الاصطناعي في عام 2013. شهدنا تطويرًا في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك الروبوتات المستخدمة في الصناعة والرعاية الصحية والتعليم. كما تم تحسين أداء الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات. ### 9. الأجهزة القابلة للارتداء (Wearable Devices): عام 2013 كان مهمًا للأجهزة القابلة للارتداء، حيث تم تطوير ساعات ذكية مثل Pebble وSamsung Galaxy Gear. هذه الأجهزة جلبت تجربة مستخدم متميزة تتيح للمستخدمين متابعة الرسائل والمكالمات والإشعارات مباشرةً من معصمهم. ### 10. تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D Printing): في عام 2013، تواصلت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D printing) في النمو والتطور. تم توسيع استخدام هذه التقنية في مجموعة متنوعة من الصناعات بما في ذلك التصميم والطب وصناعة السيارات. كانت هذه التقنية تحولًا هامًا في كيفية إنتاج الأشياء والأجزاء.
### اختتام: عام 2013 كان عامًا مليئًا بالتطورات التقنية الرائعة التي أثرت بشكل كبير على حياتنا وأسلوبنا في التفاعل مع التكنولوجيا. من الهواتف الذكية إلى التقنيات البيئية والذكاء الاصطناعي، كان هذا العام حافلاً بالابتكار والتقدم التكنولوجي، وقد أسهم بشكل كبير في تشكيل مستقبل التكنولوجيا في السنوات اللاحقة.