اخر الاخبارالمال والاعمال

«الأشخاص الزائدون عن الحاجة» وثورة الذكاء الاصطناعي

كيف يبدو مسار الوظائف في ظل شبح البطالة التكنولوجية؟

عرفت مصطلح «الأشخاص الزائدون عن الحاجة» للمرة الأولى وأنا أقرأ قصص الكاتبين الروسيين في القرن التاسع عشر؛ ألكسندر بوشكين وإيفان تورجينيف. في القصص التي كتباها، كان المدللون المرهقون من العالم، من طبقة النبلاء الصغار، يطاردون النساء، ويقامرون بميراثهم، ويطلقون النار على بعضهم البعض في مبارزات.

هم مثل «العجلة الخامسة في العربة»، وكما يصفهم تورجينيف: لم يجدوا هدفاً في الحياة، فيما كان نظراؤهم في الحياة الواقعية ينجرفون إلى قضايا راديكالية. ويتم إلقاء اللوم في بعض الأحيان على هذه النخبة الفائضة عن الحاجة في إشعال شرارة الثورة البلشفية في 1917.

أما المرة الثانية التي سمعت فيها هذا مصطلح «الزائدون عن الحاجة»، فكانت في سياق محادثة مخيفة جرت قريباً مع رأسمالي يستقر في الساحل الغربي. لكن هذه المرة كان الأمر مرتبطاً بثورة الذكاء الاصطناعي. وتمثلت وجهة نظره في أن الآلات ستكون قادرة عما قريب على إنجاز كل الوظائف التي يضطلع بها البشر اليوم، ما يجعل الكثير منهم زائدين عن الحاجة.

أخبرني أنه «سيكون هناك نوعان من الوظائف في المستقبل، النوع الأول لمن يأمر الآلات بما يجب عليها القيام به، والثاني لمن تأمرهم الآلات بما يفعلون».

وبعبارة أخرى، فإما أن تكون أحد الذين يضطلعون بكتابة الخوارزميات التي ستخبر سائقي «أوبر» بالوجهة التي سيذهبون إليها، أو أن تكون سائق السيارة الذي ستخبره الخوارزمية بالمكان الذي سيتوجه إليه. ومع ذلك، قد تندثر كلتا الوظيفتين إثر بروز السيارات ذاتية القيادة.

أصبحت هذه الأحاديث الاختزالية أعلى صوتاً مع تنامي صيحة الذكاء الاصطناعي. ستعمل الآلات الذكية على أتمتة القوة العقلية بالطريقة ذاتها التي أتمتت بها الآلات الغبية القوة العضلية خلال الثورة الصناعية. ومرة أخرى تكرر ظهور شبح البطالة التكنولوجية من جديد. وقال إيلون ماسك، رائد الأعمال الملياردير في مقابلة مع ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني العام الماضي، إن الذكاء الاصطناعي «سيكون أكبر قوة مدمرة في التاريخ»، وإن البشر سيبلغون مرحلة «لا تكون هناك فيها حاجة للوظائف». ونشر ماسك هذا الأسبوع قائلاً: «سيكون الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء على الأرجح من أي إنسان في العام المقبل».

تردد صدى التوجس من الحتمية التكنولوجية في المؤتمر الذي نظمته مؤسسة ديتشلي مؤخراً في أوكسفوردشاير بالمملكة المتحدة، وكان عن تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل والتعليم. وحضر المؤتمر صناع سياسة ومختصون في التكنولوجيا ومسؤولون تنفيذيون للشركات. وذهب بعض المتحدثين في المؤتمر إلى أننا نمضي حثيثاً إلى «حالة طوارئ» فيما يتعلق بالوظائف، وأرباب العمل يقفزون بالفعل على الذكاء الاصطناعي التوليدي للتخلص من العمال وخفض توظيف الخريجين. واليوم، يهدد الذكاء الاصطناعي التوليدي وظائف مؤلفي الإعلانات والعاملين في مراكز خدمة العملاء، وغداً سيهدد وظائف الإدارة الوسطى والمحامين.

وسيغير الذكاء الاصطناعي التوليدي طبيعة الكثير من المهام التي ينجزها الموظفون، حتى وإن لم تقضِ على وظائفهم تماماً. وقدرت دراسة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤثر على 10% على الأقل من المهام التي ينجزها نحو 80% من القوى العاملة الأمريكية.

لكن من ناحية أخرى، يجادل بعض خبراء سوق العمل بأن هذه التنبؤات الجامحة بنهاية الوظائف هي عملية لا تاريخية وخاطئة على نحو شبه مؤكد. ودفع الخبراء بأن هذه التوقعات تتجاهل خبرتنا السابقة مع التقنيات الجديدة، وديناميكيات التكيف المجتمعي، وآفاق الابتكار الإبداعي والعوامل الديموغرافية. وباختصار، تخلط هذه التوقعات بين الجدوى التكنولوجية والجدوى الاقتصادية، حد قول عالم الاجتماع آرون بيناناف.

وتمثلت إحدى أبرز شكاوى أرباب الأعمال في مؤتمر ديتشلي في مدى صعوبة توظيف العمالة الماهرة في الاقتصادات القريبة من التوظيف شبه الكامل والمجتمعات المسنة. وفي حين يسهل رؤية الوظائف التي سيؤثر عليها الذكاء الاصطناعي، لكن هناك صعوبة في تصور الوظائف التي ستخلقها هذه التكنولوجيا.

تجدر الإشارة هنا إلى أن نحو 60% من الوظائف في أواخر العقد الماضي لم تكن موجودة في عام 1940، سواء في مجالات الطب أو البرمجة أو الترفيه أو الطاقة الشمسية على سبيل المثال. وفي مقال نشره مؤخراً كتب ديفيد أوتور، الخبير الاقتصادي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «ما لم يحدث تغيير هائل في سياسة الهجرة، ستنفد العمالة من الولايات المتحدة وبلدان ثرية أخرى قبل أن تنفد الوظائف لديها».

وبحسب أوتور وآخرين، علينا إذاً النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره فرصة، وليس حالة طوارئ. تتيح التكنولوجيا الجديدة فرصة لتوصيل «أهمية ومدى وقيمة» الخبرة البشرية وإعادة بناء الطبقة المتوسطة.

يمكن لنا استغلال الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعلم مدى الحياة وتعويض القوى العاملة الآخذة في التضاؤل. يمكن لنا تحسين كفاءة المهن التي ما زال البشر ينجزونها بشكل أفضل مثل التمريض والتدريس. ويتحتم علينا أيضاً إيجاد سبل أفضل لإعادة توزيع المكاسب المالية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي من الرابحين إلى الخاسرين.

سيؤدي الفشل في إتمام ذلك إلى ثورة أخرى لـ «الزائدين عن الحاجة»، لكن ستكون هذه المرة ضد الروبوتات، وليس عائلة رومانوف.

كلمات دالة:
  • FT

«الأشخاص الزائدون عن الحاجة» وثورة الذكاء الاصطناعي

المصدر

عام 2018 كان عامًا مميزًا في عالم صناعة المسلسلات التلفزيونية، حيث شهدنا إطلاق العديد من الإنتاجات البارزة والمذهلة التي نالت إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء. تميز هذا العام بالقصص المثيرة والشخصيات الرائعة والإنتاجات الفنية الاستثنائية، مما جعله عامًا استثنائيًا في تاريخ التلفزيون. في هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض من أشهر المسلسلات التي عُرِضت وأثرت بشكل كبير في هذا العام. 1. **The Haunting of Hill House (منزل هيل المسكون):** بالتأكيد كان مسلسل The Haunting of Hill House واحدًا من أبرز الأعمال الرعبية في عام 2018. استلهم المسلسل من رواية شيرلي جاكسون الشهيرة وقدم قصة مُرعبة حول عائلة تعيش في منزل مسكون. تميز المسلسل بالسرد الرائع وأداء الممثلين.

2. **Killing Eve (قتل إيف):** كان مسلسل Killing Eve مفاجأة مميزة في عام 2018. يتناول المسلسل قصة مطاردة غريبة بين محققة وقاتلة مأجورة. قدم المسلسل أداءً رائعًا من قبل صانعة الأفلام فيليسيتي جونز والممثلة جودي كومر. 3. **The Marvelous Mrs. Maisel (السيدة المعجزة ميرسيل):** استمر مسلسل The Marvelous Mrs. Maisel في اللفت الأنظار بقوة في عام 2018. يروي المسلسل قصة امرأة شابة في نيويورك في الخمسينيات تدخل عالم الكوميديا المسرحية. حصل المسلسل على العديد من الجوائز وأثر بشكل كبير في عالم الكوميديا. 4. **The Americans (الأمريكيون):** أنهى مسلسل The Americans رحلته الدرامية بموسمه الأخير في عام 2018. تميز المسلسل بقصته المثيرة حول جواسيس روسيين يعيشون في الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. حصل المسلسل على إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.

5. **Westworld (ويست وورلد):** عاد مسلسل Westworld في عام 2018 بموسم ثانٍ مثير. استمر المسلسل في استكشاف قضايا الوعي والذكاء الصناعي والأخلاق في عالم الملاهي الغربية الافتراضية. 6. **The Good Place (المكان الجيد):** كان مسلسل The Good Place واحدًا من أكثر المسلسلات الكوميدية شعبية في عام 2018. يتناول المسلسل قصة امرأة تجد نفسها في مكان جيد بعد الموت وتحاول تحسين نفسها. تميز المسلسل بأفكاره الفلسفية والكوميديا الذكية. 7. **Bodyguard (الحارس الشخصي):** حقق مسلسل Bodyguard نجاحًا كبيرًا في عام 2018. يروي المسلسل قصة حارس شخصي يحاول حماية وزيرة من التهديدات الإرهابية. حصل المسلسل على إعجاب النقاد وجذب الجمهور بأحداثه المثيرة. 8. **Sharp Objects (أجساد حادة):** استند مسلسل Sharp Objects إلى رواية جيليان فلين وقدم قصة جريمة مثيرة حول صحفية تعود إلى مسقط رأسها لتغطية جريمة قتل. قدم المسلسل أداءً ممتازًا من قبل الممثلة أمي آدامز.

9. **Homecoming (عودة):** أحدث مسلسل Homecoming اهتمامًا كبيرًا في عام 2018. يتناول المسلسل قصة عسكرية معقدة واختفاء جندي من برنامج علاج عقلي. تميز المسلسل بأسلوبه السينمائي والأداء المذهل. 10. **Chernobyl (تشيرنوبيل):** كان مسلسل Chernobyl واحدًا من أكثر المسلسلات تحقيقًا للنجاح في عام 2018. يروي المسلسل قصة كارثة تشيرنوبيل النووية في عام 1986 والجهود التي بذلت للتعامل معها. حاز المسلسل على إعجاب النقاد والجمهور وحصل على العديد من الجوائز.

في استنتاجه، كان عام 2018 عامًا استثنائيًا في عالم المسلسلات التلفزيونية. شهدنا تقديم إنتاجات استثنائية في مختلف الأنواع والأساليب، مما أثر بشكل كبير في ثقافة التلفزيون وأسهم في رسم مستقبل مشرق لهذه الصناعة المتنوعة والمبدعة. تلك المسلسلات لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم وتعتبر إحدى أبرز الإنجازات في تاريخ التلفزيون، وقد كرست صناعة المسلسلات نفسها كواحدة من أهم وسائل الترفيه في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock