الهدر الغذائي.. فرص للمستثمرين في التقنيات الجديدة
هل يمكنك أن تخرج المال من العدم بطريقة سحرية؟! ربما تكون سلة المهملات بالمطبخ مكاناً جيداً لك كبداية، ففي المملكة المتحدة تصل قيمة ما تلقيه الأسرة المتوسطة في هذه السلة إلى نحو 60 جنيهاً استرلينياً في الشهر، استناداً إلى تقديرات مجموعة «راب».
على المستوى العالمي، فإن نحو 30 % من الأراضي الزراعية يتم استغلالها في إنتاج أغذية تهدر أو تضيع هباء، حسبما تشير الأمم المتحدة. كما تقدم الاتحاد الأوروبي باقتراح لخفض كمية الطعام المهدر لكل شخص في المنازل والمطاعم بنحو 3 % بحلول نهاية العام 2023. ومثل هذه الأهداف يمكن أن تساعد على اجتذاب المستثمرين إلى القطاع الناشئ لتكنولوجيا مواجهة هدر الغذاء.
لكن المشكلة هنا تكمن في الحدود والقيود أمام قدرات العلم على التغلب على طبيعة البشر، فالمستهلكون هم المذنب الرئيسي في هذه الحالة. لقد تسببت الأسر في ما يصل إلى 70 كيلوغراماً من إجمالي 131 كيلوغراماً من الطعام المهدر في دول الاتحاد الأوروبي خلال العام 2021، طبقاً للبيانات المتأخرة لـ«يوروستات».
وتغطي تكنولوجيا مواجهة الهدر الغذائي نطاقاً عريضاً للغاية. وقد أظهر المستثمرون رغبة خاصة في التركيز بدرجة كبيرة على الغاز الحيوي، الذي ينتج عن النفايات الغذائية والزراعية.
وقد قامت شركة خلال العام الجاري بالاستحواذ على شركة «نيتشر إينرجي» الدنماركية لإنتاج الغاز الحيوي مقابل 1.9 مليار يورو. وتتضمن التقنيات الأخرى مواد طلاء صالحة للأكل لتحسين نضارة الفاكهة.
لكن من المثير للانتباه أن حجم التمويل لحلول مواجهة الهدر الغذائي انخفضت بنسبة 14 % إلى 1,7 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال العام 2022، بحسب مؤسسة «ريفيد» غير الربحية. ومن الواضح أن موجة التراجع التي ضربت قطاع تمويل التكنولوجيا عموماً قد طالت هذا النشاط، بعدما كان 2021 عاماً قياسياً. وحتى الآن، فإن العام الجاري يشهد حجم تمويل لم يكد يصل إلى مليار دولار.
وهكذا، فهناك قيود عدة، ليس أقلها أن المتخصصين في مواجهة الهدر الغذائي يشددون على أن سلوك المستهلكين يمكن أن يكون تغييره مهمة عسيرة. كذلك، فإن بعض التقنيات الجديدة يمكن أن تزيد كلفة الطعام، وبالتالي تكون عرضة أكثر للتأثر خلال فترات الانكماش. كل ذلك يمكن أن يدعو المستثمرين للتمهل قبل الاندفاع وراء الشركات الناشئة العاملة في مجال مواجهة الهدر الغذائي.
