كيف تسيطر أبل على متجر App Store؟
أجْرت شركة أبل الأمريكية، بعض التحديثات في متجرها الرسمي للتطبيقات App store، بعد إطلاقها تحديثات أنظمة التشغيل الخاصة بها وأيضًا بعد إطلاق هواتفها الجديدة وطرحها في الأسواق.
وحدثت أبل قواعد متجر التطبيقات الخاصة بها لمنح نفسها جزءًا من بعض عائدات الإعلانات في تطبيقات الوسائط الاجتماعية وعائدات الشراء من تطبيقات Web3، حيث قامت الشركة أيضًا بتوسيع نطاق إعلانات App Store بطرق تتطفل بشكل أكبر على عرض تطبيقات المطورين الخاصة.
وكان التغيير الأكبر على الإطلاق ضمن التحديثات الجديدة، هو تحديث على نظام ميتا، حيث، يتعين على أي شخص يشتري إعلانًا داخل التطبيق من داخل التطبيق نفسه، مثل “تعزيز” Facebook أو Instagram لعرض منشور أفضل، استخدام نظام الشراء داخل التطبيق من Apple، وإرسال خصم بنسبة 30 بالمائة من الدفع إلى الشركة، وهناك اقتطاع لتطبيقات إدارة الإعلانات، ولكن التأثير الأوسع هو أن مسار الشراء الرئيسي يجب أن يمر عبر Apple، ويعد هذا أمرًا محبطًا بشكل خاص للتطبيقات الاجتماعية مثل Meta، التي تتعامل بالفعل مع تأثيرات مطالبة أبل “Ask App Not to Track”.
وتأخذ أبل أيضًا جزءًا من مبيعات NFT مع هذه القواعد الجديدة، إذا كان التطبيق يبيع NFTs، فيجب أن يستخدم نظام الشراء داخل التطبيق من أبل نفسها، وانخفضت أحجام التداول لـ NFTs بشكل كبير خلال عام 2022، لذلك قد لا يكون لهذا تأثير كبير كما كان سيحدث في وقت سابق من العام، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يواصلون محاولة جعل NFTs شيئًا، فإن بيعها عبر تطبيقات آيفون يعني أنك لن تحصل على الكثير من المال كما كنت ستحصل عليه من قبل، ونظرًا لأن معظم الأشخاص يشترون NFTs لمحاولة جني الأموال منها، فإن هذا يخنق بطبيعته NFTs على iOS، ولكن إذا ارتفع سوق NFT مرة أخرى، فستكون أبل الآن في وضع جيد للاستفادة منه.
وتُظهر تغييرات القواعد أن أبل تكتشف أماكن جديدة للربح وتستحوذ عليها، ومع استمرار المطورين في محاولة بناء أعمال تجارية حول تطبيقاتهم، أصبح لديهم الآن المزيد من المجالات للقلق بشأن حصول أبل على جزء من الكعكة.
ويتعين على المطورين أيضًا التعامل مع الإعلانات التي تظهر في المزيد من الأماكن، بما في ذلك التطبيقات الخاصة بهم، وأبقى متجر التطبيقات سابقًا الإعلانات مقتصرة على علامة تبويب البحث، والتي تظهر في قسم “مقترحة” عندما تنقر لأول مرة على علامة التبويب وأعلى نتائج البحث. تظهر الآن في علامة التبويب “اليوم” (البطاقة التي تحتوي على بطاقات كبيرة تعرض أشياء مثل التطبيقات والأحداث داخل التطبيق) وفي قسم “قد تعجبك أيضًا” في قوائم التطبيقات الفردية، وتعد خطوة رئيسية لتوسيع أعمال أبل الإعلانية المتنامية.
ويتم الإعلان عن المطورين بانتظام مقابل أسمائهم في البحث، ويعني التغيير الأخير أن المنافسين أو التطبيقات المخادعة يمكن أن تظهر على صفحاتهم الفعلية أيضًا، حيث سارت الأمور على الفور عندما تم إطلاق الإعلانات الجديدة، حيث لاحظ العديد من الأشخاص الإعلانات غير المتطابقة بشكل جيد، مثل إعلانات المقامرة التي تظهر في قوائم للتطبيقات التي تساعد في مكافحة إدمان القمار.
ويرجع جزء من عدم التطابق هذا إلى حقيقة أن المطورين يمكنهم تشغيل إعلانات التطبيقات في قوائم ليست ذات صلة بالتطبيق نفسه، كما هو موضح بواسطة مطور Overcast Marco Arment.
واعتبر البعض أن الموقف سيئًا بما يكفي لأن أبل أوقفت مؤقتًا الإعلانات المتعلقة بالمقامرة و”بعض الفئات الأخرى” على صفحات منتجات متجر التطبيقات بعد يوم واحد فقط من إطلاق الإعلانات، ومن غير المعروف كم من الوقت سيستمر هذا الإيقاف المؤقت، وستستمر أبل في عرض الإعلانات على قوائم متجر التطبيقات الفردية، الأمر الذي يعني على الأرجح أن هذه ليست المرة الوحيدة التي يتعين على الشركة فيها الرد على الإعلانات السيئة بشكل خاطئ أماكن.
وتمثل التغييرات على نطاق واسع رغبة أبل المتزايدة في جني المزيد من الأموال من متجر التطبيقات، ونظرًا لأن الشركة تركز على زيادة عائدات خدماتها، فإن العثور على مجالات جديدة من التطبيقات ومتجر التطبيقات للتخفيض هي مجرد دعامات إضافية يمكن أن تسحبها الشركة لإضافتها إلى صافي أرباحها.
وكانت شركة Apple على استعداد لاتخاذ قرارات غير شعبية لتعزيز أرقام خدماتها، مثل رفع الأسعار على Apple Music وApple TV Plus وApple One هذا الأسبوع أيضًا، ومن المرجح أن تضيف تغييرات App Store إلى كومة الأموال أيضًا.
وقد لا يكون هناك الكثير مما يمكنهم فعله حيال ذلك كله، حيث يمكن أن تختار Meta وTwitter وTikTok إزالة التعزيزات من تطبيقاتها، لكن الشبكات الاجتماعية الأصغر التي قد ترغب في تجربة نموذج مشابه قد تضطر إلى قبول شروط أبل.
ولا تحظى NFTs بشعبية لبعض الأسباب الوجيهة، ومع التغييرات التي حدثت هذا الأسبوع، قد يضطر المطورون إلى فرض المزيد من الرسوم عليهم في تطبيقاتهم، الأمر الذي يبدو أنه يضر بكسب NFTs من أي وقت مضى، ويمكن أن تستمر الإعلانات مباشرة في قوائم التطبيقات في عرض اقتراحات أو إعلانات غير متوقعة للتطبيقات التي لا تتمتع بسمعة طيبة، والتي ستكون بالتأكيد شوكة للمطورين.
وسحبت شركة أبل هذه الروافع بقوة لأنها تستطيع ذلك، يقلب بعض المفاتيح، ويحدّث قواعد متجر التطبيقات، ويمكنه فجأة جني المزيد من المال. ولكن مع سيطرة الشركة على أحد أكثر سوقين لتطبيقات الأجهزة المحمولة استخدامًا على هذا الكوكب، يضطر المطورون إلى تحمل سياساتها، وإلا فإنهم سيتخلصون من إمكانية الوصول إلى عدد كبير من العملاء على منصة App Store المربحة من Apple. وبينما يبدو أن انتقاد الشركة على تويتر يعمل من أجل إعلانات المقامرة، لم تظهر أبل أي علامات على التراجع عن تغييراتها الأخرى.
وقال تطبيق Spotify، وهو ناقد صريح لمتجر App Store، هذا الأسبوع إن أبل “تخنق المنافسة وخيال مطوري التطبيقات” وسط صراع حول وظيفة الكتب الصوتية للتطبيق، كما عارضت Meta تغييرات دفعة أبل، بحجة أن الشركة “تواصل تطوير سياساتها لتنمية أعمالها الخاصة بينما تقوض الآخرين في الاقتصاد الرقمي”.
ولا يمكن للمطورين الابتعاد بسهولة لأنهم لن يتمكنوا بعد ذلك من الوصول إلى العديد من الأشخاص الذين يستخدمون iOS. بالنسبة للجزء الأكبر، يتعين على المطورين فقط التعامل مع الشروط المرهقة لشركة أبل.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر
