اخر الاخبارالمال والاعمال

مستثمرون يجمعون المليارات لشراء حصص في شركات التقنية الناشئة

ft

تجمع شركات الاستثمار مليارات الدولارات لشراء حصص في الشركات الناشئة بقطاع التكنولوجيا، المدعومة برأس المال المغامر، بعد أن أجبر الجفاف الطويل في عمليات الاستحواذ والاكتتابات العامة، المستثمرين الأوائل على بيع حصصهم بخصومات.

وأصبحت السوق الثانوية للشركات الناشئة، حيث يشتري ويبيع المستثمرون والموظفون أسهم الشركات الخاصة بعشرات المليارات من الدولارات، مسرحاً لتداولات أكثر أهمية بشكل متزايد، في ظل غياب الطرق التقليدية لتحويل الأسهم إلى أموال، وتباطؤ تمويل الشركات الناشئة.

ويستعد المشترون في هذه السوق لعام حافل، مع تطلع موظفي الشركات الناشئة إلى سبيل لبيع أسهمهم، فيما يحاول المستثمرون إعادة رأس المال إلى داعميهم، أو إعادة توجيهه إلى مكان آخر.

وأعلنت «لكستنغتون بارتنرز»، المختصة في السوق الثانوية، الأسبوع الماضي، تأسيس صندوق جديد بقيمة 23 مليار دولار لشراء حصص من «المستثمرين على نطاق واسع». وكانت «لكستنغتون» تهدف في الأساس إلى جمع 15 مليار دولار، لكنها رفعت مستهدفها بسبب الطلب المرتفع، وأفصحت عن أنها كانت «في المراحل الأولى من فرصة شراء تحدث مرة واحدة في الجيل بالسوق الثانوية»، وقد تدوم أعواماً.

وقال متحدث باسم الصندوق إنه سيشتري أسهماً من صناديق الأسهم الخاصة، وأيضاً استثمار نحو 5 مليارات دولار في الأسواق الثانوية.

وقال رئيس إحدى شركات رأس المال المغامر التي تبلغ قيمتها ملياري دولار، «إننا نشهد كميات هائلة من المستثمرين الشركاء في الشركات المحدودة الذين يشعرون بالضيق ويحتاجون إلى تخفيف العبء عن رؤوس أموالهم».

وتابع رئيس الشركة أن الصندوق الأخير لدى «لكستنغتون»، «يعكس الطلب الهائل» من الشركاء محدودي المسؤولية الذين يشعرون أنهم «أفرطوا في التخصيص» الموجه لرأس المال الخاص، بما في ذلك الشركات الناشئة.

وتعمل شركات متخصصة أخرى، مثل «باينغروف كابيتال بارتنرز»، وهي آلية مشتركة أسستها «بروكفيلد أسيت مانجمنت» بالاشتراك مع «سيكويا هريتدج» و«ستيبستون»، على جمع تمويل بمليارات الدولارات، لاستهداف الأسواق الثانوية لرأس المال المغامر.

كما جمعت شركة «ستيبستون» مبلغاً أولياً قدره 1.25 مليار دولار لصندوقها الأحدث، وفقاً لإيداعات لجنة الأوراق المالية والبورصة وتقارير الأرباح، وتستهدف إجمالياً يزيد على ضعف ذلك، حسبما قال شخص مطلع على الصفقة.

وتشير المبالغ الكبيرة من رأس المال الجديد، بحسب مستثمرين، إلى عودة لمستويات التداولات العالية، بعد انخفاضها طيلة عامين.

ونمت السوق الثانوية على نحو هائل على مدار العقد الماضي، مع استثمار مصارف كبرى ومديري أصول وشركات تجارة، في عدد من منصات التداول. وأصبحت هذه صمام تحرير مهماً لموظفي الشركات الناشئة ممن كانوا غير قادرين على الحصول على قيمة أسهمهم، بسبب الافتقار للطروحات العامة الأولية.

وقررت شركات، في العام الماضي، تشمل «أوبن إيه آي» و«سبيس إكس» التابعة لإيلون ماسك، تنظيم بيع أسهم الموظفين من خلال السوق الثانوية.

ونمت السوق الثانوية بشكل كبير خلال العقد الماضي، حيث استثمرت البنوك الكبرى ومديرو الأصول والشركات التجارية في منصات التداول المختلفة. أصبح أيضاً صمام تنفيس بالغ الأهمية للموظفين المبتدئين الذين لم يتمكنوا من تحقيق ربح من أسهمهم بسبب عدم وجود عروض عامة أولية. وفي العام الماضي، قامت شركات تشمل «أوبن إيه آي» و«سبيس إكس» التابعة لإيلون ماسك، بترتيب بيع أسهم الموظفين عبر السوق الثانوية.

وأوضح توم كالاهان، الرئيس التنفيذي لدى «ناسداك برايفت ماركت» أن «المخرج الرئيس لرأس المال المغامر هو الاكتتابات العامة وعمليات الدمج والاستحواذ، ولا يحدث أي من ذلك حالياً»، وأردف: «هذا يخلق ضغوطاً هائلة، وفرصاً مدهشة للمستثمرين الذين يأتون لشراء شركات بخصومات كبيرة».

ومع ذلك، ما زالت السوق أقل تنظيماً وأكثر غموضاً، وأقل سيولة بكثير من الأسواق العامة. ووصفها أحد المستثمرين المغامرين بأنها «سوق فوضوية راكدة يهيمن عليها سماسرة بالهاتف».

وأعلنت «كارتا»، وهي شركة برمجيات بقيمة 7.4 مليارات دولار ويدعمها مستثمرون مثل «غولدمان ساكس» و«أندريسن هورويتز» و«سيلفر ليك»، الأسبوع الماضي، أنها ستغلق منصتها للسوق الثانوية التي تركز على العاملين، بعد ادعاءات أنها حاولت التداول على أسهم المستخدمين دون موافقتهم.

ومن المُتوقع انتعاش نشاط الاكتتاب العام في وقت لاحق من العام الجاري، لكن من المرجح أيضاً أنه سيستغرق شهوراً حتى تعود الأحجام إلى طبيعتها.

وتعطلت التداولات الثانوية في 2022، حيث تضررت تقييمات الشركات الناشئة بشدة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة. وقال كالاهان، من «ناسداك برايفت ماركتس»، إن شركات رأس المال المغامر، في بعض الأوقات خلال العامين المنصرمين، كانت تطلب أسعاراً أعلى بنسبة 30 % من التي كان المشترين المحتملين مستعدين لدفعها.

وقال ماركوس نيو، الرئيس التنفيذي لدى منصة «إنفستكس» للتداول، إن فجوات التقييم بدأت تنكمش، بعدما أصبحت شركات رأس المال المغامر «أكثر معاناة»، ما أدى إلى ازدياد المعروض من الأسهم المعروضة للبيع. رغم ذلك، يرى نيو وكالاهان أن صناديق التحوط والمؤسسات الاستثمارية ظلت حذرة في شراء الأسهم في كافة الشركات الخاصة، باستثناء أكبر الشركات الخاصة وأكثرها شهرة.

ويأمل مستثمرون ومنصات تداول في أن يعوض وصول مستثمرين مختصين في السوق الثانوية وبحوزتهم مليارات الدولارات لينفقوها، كل هذا يعزز أحجام التداول. وقال هانز سويلدنز، أحد المستثمرين في السوق الثانوية ومؤسس «إندستري فنتشرز»، إن «القيم ستخضع للتعديل بالخفض هذا الربع في أنحاء السوق. وإذا حدث هذا، فستبدأ أحجام التداول في الارتفاع».

وأفادت فورج جلوبال، وهي بورصة ثانوية للتداول العام للأسهم المملوكة للقطاع الخاص، بزيادة بأكثر من 50 في المائة على أساس ربع سنوي في أحجام التداول في الربع الثالث من عام 2023، وقال الرئيس التنفيذي كيلي رودريكس لصحيفة فايننشال تايمز، «هذا الاتجاه سيستمر». وفي المتوسط، جرت المبيعات الأخيرة للأسهم على «فورج» بخصم يُقدر بنحو 50 % على آخر عملية جمع أموال لكل شركة.

وأشار نيو، من «إنفستكس» إلى أن الراغبين في مواجهة السوق قبل تعافي السوق الأوسع نطاقاً للاكتتابات العامة، بإمكانهم الحصول على صفقات رائعة. وقال «نجحنا في تقديم عطاءات منخفضة الثمن لأننا الوحيدين في السوق»، مضيفاً «أعتقد أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون أفضل توقيت للمشترين لهذه الأنواع من الأوراق المالية، مقارنة بنصف العقد الماضي».

كلمات دالة:
  • FT

مستثمرون يجمعون المليارات لشراء حصص في شركات التقنية الناشئة

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock